
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: “بدايةٌ جديدةٌ وأملٌ جديد”، وقد أشارت الوزارة إلى أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو: توعية الجمهور بأهمية تجديد الأمل مع استقبال العام الهجري الجديد، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول تحذيرًا بالغًا من أضرار الإدمان، وأملًا في بداية جديدة مشرقة بالقوة والعافية.
الحمدُ للهِ العزيزِ الحميدِ، القويِّ المجيدِ، وأشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً مَن نطق بها فهو سعيدٌ، سبحـانَه هدى العقولَ ببدائعِ حكمِه، ووسع الخلائقَ بجلائلِ نِعَمِه، أقام الكونَ بعظمةِ تجلِّيه، وأنزل الهدى على أنبيائِه ومرسلِيه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شرحَ صدرَه، ورفعَ قدرَه، وشرَّفَنا به، وجعلَنا أُمتَه، اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فمعَ بزوغِ فجرِ عامٍ هجريٍّ جديدٍ هذه رسالةُ أملٍ، وبُشـرى بمستقبلٍ مشـرقٍ، فيا أيها الكرامُ تفاءلوا، فإنَّ أيامَ خيرٍ وبركةٍ تنتظرُكم، املأوا قلوبَكم بالأملِ، فالأملُ نبراسُ الروحِ، ووقودُ العزيمةِ، الأملُ هو النورُ الذي يجعلُنا ننهضُ بعدَ كلِّ سقطةٍ، ونحاولُ بعد كل إخفاقٍ، متحققين بهذا البيانِ الإلهيِّ العظيمِ: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَوْحِ اللهِ إنَّه لا ييأسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلَّا القومُ الكَافرُون}.
*****************
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فلنجعلْ- أيها الكرامُ- هذا العامَ بدايةَ العودةِ إلى الذاتِ، عامَ التحررِ من الأغلالِ، فإلى مَن سلكَ دروبَ الظلامِ والمخدراتِ التي تدمِّرُ الفردَ والأسرةَ، وتضيِّعُ مستقبلَ الموظَّفين ومَن يعولونهم، وتعطِّلُ خططَ التنميةِ، لنقلْ: لا للتدخينِ قبل أن نقول: لا للإدمانِ؛ فإن التدخينَ باب دُخول عالمِ المخدِّرات، ولا لإدمانِ مشروبات الطاقة التي تضرُّ وتوهن، لا لمخدرات الاغتصاب التي تسلب العقولَ والألباب وتدمر الأجساد.
وإلى كلِّ من ابتلي بالإدمانِ: لا تيأسْ! فاللهُ لم يخلقكَ لتكون أسيرًا، بل لتكونَ حُرًّا طليقًا منيرًا؛ واعلمْ أنَّ أُولَى خطواتِ الشفاءِ الإرادةُ الصلبةُ، فمُدَّ يدَك ولا تخجلْ، فكم من أيادٍ تنتظرُ لتمسكَ بها، وكم مِن قلوبٍ تتمنى أن ترى نورَك مِن جديدٍ، وتذكرْ قولَ اللهِ تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
كونوا له السندَ والعونَ، فالحبُّ أقوى من أي مخدِّر، والدعمُ الأسريُّ هو أولُ مراحلِ التعافي، طمئنوهم، وبيِّنوا لهم أنَّ قانونَ مكافحةِ المخدراتِ يحرص على علاج المتعاطين وتأهيلهم ليكونوا قبسَ نورٍ وشعلةَ نشاطٍ في المجتمعِ، ولنعمل يدًا بيد للقضاء على هذا الوباء، بالتوعيةِ، بالدعمِ، ولنفتحْ أبوابَ الأملِ لمن أرادَ العودةَ، ولنساندْ كلَّ من قرَّرَ التحدي، فمجتمعٌ خالٍ من الإدمانِ مجتمعٌ قويٌّ، منتِجٌ، مزدهرٌ.
اللهم اجعل بلادَنا سخاءً رخاءً
وازرعْ في قلوبِنا الأملَ والبُشرى بكَ يا أكرمَ الأكرمينَ