“العقل ام القلب.. ؟ ” .. بقلم : تنازيه نوفل

“التأرجح ما بين ما نريد و ما يجب ان يكون ”
بقلم : تنازيه نوفل
دعونا نتخيل أن النفس البشرية ساحة كبيرة ، بأبواب متعددة، يتوسطها القلب والعقل .. أبوابٌ يريد أن يفتحها العقل وينطلق من خلالها ، فحساباته الدقيقة أعلنت له أن تلك الأبواب وراءها النجاة والسعادة .. ولكن القلب الذي ينبض بين ضلوعنا ، ويمتلئ بالمشاعر والأحاسيس ، يسارع ليدق على باب العقل عدة دقات وتتسارع النبضات داخله ليعطى إشارة إلى العقل بأن هناك أبوابًا أخرى يراها بعينيه وخلف تلك الأبواب الحياة الافضل والأسعد ..
فيحاول العقل أن يكون عادلا …و يعيد حساباته الدقيقة ..و يستعرض المعطيات ويرتب العناصر ويتأكد من صحة تحليله…وتظهر النتيجة.. لقد كان حكم العقل صحيحا .. ولكن عين القلب لم تنظر بإتقان لكثير من الأمور …لكن سرعااان ما تتسارع دقات القلب أكثر لتشوش على تركيز العقل ، وتقدم العديد من الأدلة والبراهين على صحة أقوالها.
دقة وراء دقة .. نبضة وراء نبضة ..يُفتح باب وراء باب …بابٌ يجرح وباب يداوى ويصلح ..باب يُفرِح ويضئ.. وبابٌ يظلم ويطفي .. باب للبهجة وباب للحزن .. باب للسعادة .. وباب للتعاسة .. أبواب وأبواب .. وبين كل هذه الأبواب يتصارع العقل والقلب
ونستمر فى اختبارات ..أجمل ما فيها ليست اختياراتنا …بل اختيارات الله لنا .. وهو القادر على أن يبدل أحزاننا فى ثوانٍ معدودة .
نقع و ننهض .. ننجح ونفشل .. نتعثر ونسقط ثم نعود أقوى ..
تمر علينا سنوات عصيبة وصعبة وقاسية الملامح .. وبعدها يأتي الخير والرخاء .. ويأتي الفرج بعد الكرب واليسر بعد العسر.
وقتها نعرف حكمة الله لنا في كل أمر مرعلينا ..وكل ما كان مُرًا يوما ما .. ولكنه أصبح في ذاكرة النسيان ..وطواه ألبوم الذكريات.
وقتها نكتشف أن العقل والقلب وسيلتان للتدبر .. وسيلتان للسعى
ويستمر النزاع بين العقل و القلب فى ساحة النفس البشرية…لو استطعت ان تفرق بين المهم و الأ هم، ستستطيع بالتأكيد أن تختار بين العقل والقلب.. لينتهى الأمر في نهاية المطاف الى ما فيه خير لنا مهما كان .
ثقوا في الله وفي قدرته وثقوا أنه قادرسبحانه وتعالى على أن يغير- في طرفة عين – من حالٍ إلى حال ..
انشروا الهدوء في أرجاء العقل ..وانشروا الطمأنينة والسكينة والمحبة في أرجاء القلب .. اغمضوا عيونكم واحلموا بالغد الجميل ..
وإلى لقاء جديد ..وكل أمنياتي لكم بالخير والسعادة
تنازيه نوفل