
أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان “الاتحاد قوة”، في رسالة تهدف إلى تعزيز وحدة المجتمع وتماسك أفراده في مواجهة التحديات المختلفة، وذلك عبر استثمار القيم الإسلامية السامية التي تؤكد على ضرورة الاجتماع والتكاتف بين المؤمنين.
نص خطبة الجمعة اليوم
تعد خطبة الجمعة من أهم الوسائل الدينية التي تبلور وعي المجتمع، وتوجه الناس نحو القيم الأخلاقية والاجتماعية السليمة، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها العالم من متغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية، ومن هذا المنطلق تأتي خطبة الجمعة اليوم لتذكر الأمة بأن الوحدة هي سر القوة، والتفرق سبب الضعف والهوان.
جاء في خطبة الجمعة اليوم تأكيد واضح على أن الوحدة هي الأساس الذي تبنى عليه الأمم قوتها، مستشهدة بالآيات القرآنية مثل قوله تعالى:
{وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا} \[آل عمران: 103].
وتبرز الخطبة أيضًا حديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي يشبه المؤمنين بجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، دلالة على الترابط والتكافل بين أفراد المجتمع.
خطبة الجمعة اليوم تحذر من أسباب الفرقة
ولم تغفل الخطبة عن ذكر مخاطر الفرقة وأسبابها، مثل التعصب للرأي، والانتصار للنفس، واتباع الهوى، والغرق في التفاصيل على حساب الكليات، مؤكدة أن هذه السلوكيات تؤدي إلى ضعف المجتمع وذهاب هيبته.
وقد تطرقت الخطبة أيضًا إلى قضية العنف الأسري، كأحد الآفات الاجتماعية الخطيرة التي تهدد النسيج الاجتماعي والأسري، حيث أكد الخطاب على أن العنف لا يقتصر على الإيذاء الجسدي، بل يشمل الإيذاء اللفظي والنفسي والاقتصادي.
وتستشهد الخطبة بقول الله تعالى:
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} \[الروم: 21]، لتذكير المجتمع الإسلامي بقيم الرحمة والمودة.
وتختتم الخطبة بالدعوة إلى العمل الجماعي والتسامح داخل المجتمع، باعتبارهما من أعمدة القوة التي تحفظ وحدة الأمة وتمنحها المناعة أمام المحن. فالإسلام يدعو إلى أن يكون المجتمع بمثابة الجسد الواحد، حيث تساند كل أجزاءه الأخرى عند المرض أو الألم.
خطبة الجمعة اليوم التي أطلقتها وزارة الأوقاف بعنوان الاتحاد قوة تمثل رسالة واضحة لجميع أفراد المجتمع بأهمية التلاحم والبعد عن كل أسباب الفرقة، خاصة في وقت تحتاج فيه الأمة إلى التكاتف لتجاوز الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كما تحذر الخطبة من ظاهرة العنف الأسري الذي يهدم بيوت المسلمين من الداخل، داعية إلى العودة لقيم الرحمة والمودة التي هي جوهر الدين الإسلامي.