اخبارمجتمع

“الأوقاف” : موضوع خطبة الجمعة اليوم .. “تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ”

أعلنت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 14 فبراير 2025، و 15 شعبان 1446، بعنوان: “تحويل القبلة دروس وعبر“.

خطبة الجمعة مكتوبة

وأتاحت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة مكتوبة، عبر موقع الوزارة الإلكتروني على الإنترنت، موضحة أن الهدف من الخطبة الأولى بعنوان: “تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ”، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: التوعية بالدروس المستفادة من تحويل القبلة، وأثرها في الإيمان، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول التحذير البالغ من خطورة الشائعات على الفرد والمجتمعات.

خطبة الجمعة اليوم 14 فبراير

واشتملت خطبة الجمعة اليوم 14 فبراير 2025، على العديد من العناصر، إلى جانب أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويُمكن الاطلاع عليها عبر الصورة التالية:

نص خطبة الجمعة القادمة

جاء نص خطبة الجمعة القادمة، وفقًا لما نشرته وزارة الأوقاف على النحو التالي:

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، حَمْدًا يَلِيقُ بِعَظَمَةِ جَلَالِهِ وَكَمَالِ أُلُوهِيَّتِهِ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَهَذِهِ نَفحَةٌ مِنْ نَفَحَاتِ الزَّمَانِ، وَيَوْمٌ عَظِيمٌ مِنْ أَيَّامِ الله تَعَالَى، حَيْثُ غَمَرَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ نَبِيَّهُ المُكَرَّمَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ بِجَزِيلِ نِعَمِهِ، وَوَهَبَهُ كَرِيمَ آلَائِهِ، فَجَبَر خَاطِرَهُ، وَحَقَّقَ لَهُ رَجَاءَهُ وَمُرَادَهُ الَّذِي لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانُهُ المُشَرَّفُ، وَحَوَّلَ لَهُ القِبْلَةَ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ زَادَهُ اللهُ بَرَكَةً وَكَرَامَةً إِلَى بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ زَادَهُ اللهُ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا، فَكَانَتْ نَظْرَةُ الجَنَابِ الأَنْوَرِ إِلَى السَّمَاءِ وَتَعَلُّقُ قَلْبِهِ الشَّرِيفِ بِبَيْتِ اللهِ الحَرَامِ اسْتِجْلَابًا لِلْعَطَاءِ الرَّبَّانِيِّ وَالمَدَدِ الإِلَهِيِّ الَّذِي لَا نِهَايَةَ لَهُ وَلَا حُدُودَ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلُنَوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.

أيها المسلمون، فإن من أكبر الأحداث وأهمها في التاريخ الإسلامي، هو حدث تحويل القبلة من المسجد الأقصى المبارك، إلى المسجد الحرام، حيث خصّ الله تبارك وتعالى، وميّز أمة الحبيب المصطفى عن سائر الأمم بهذه القبلة المباركة والفريدة بالنسبة لنا، أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لا تشاركنا أمة من الأمم في هذا الشرف العظيم، وهذا الفضل الكريم.

* أيها المسلمون، لقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو بمكة كان أثناء صلاته يتمكن من الوقوف بحيث يصلى جهة القبلتين، يجمع بين الكعبة المشرفة وبيت المقدس، ولكن بعدما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة المنورة، تعذر عليه أن يجمع بين القبلتين، إما أن يصلى تجاه بيت المقدس، وهى قبلة من سبقوه من إخوانه الأنبياء والمرسلين، أو يتوجه جهة بيت الله الحرام، وهو أمر لم يأمر أو يأذن به الله بعد، فظل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، يتوجه إلى بيت المقدس ستة عشر، أو سبعة عشر شهراً، حتى حقق الله مراد الحبيب المصطفى بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة .

ففي الصحيحين من حديث البراء بن عازب قال:

((صَلَّيْنا مع النبيِّ ﷺ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ القِبْلَةِ)).

  وتحويل القبلة أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ملئ بالدروس والعبر والعظات البالغات، التي يتعلم منها، كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ومن هذه الدروس.

إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم رسول الله حقاً وصدقاً ويقيناً، فقد أخبر الله تبارك وتعالى بما سيقوله اليهود عند تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، قبل وقوع الأمر بالتحويل، وهذا الأمر له دلالته، فهو يدل على نبوة رسول الله – صلى الله عليه وسلم إذ هو أمر غيبي، فأخبر عنه، صلى الله عليه وسلم، بآيات قرآنية قبل وقوعه ثم وقع، فدل ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى، وأنه رسول ونبي يخبره الوحي بما سيقع، إذ من الأدلة على صدق رسالة الرسول، أن يخبر بأمور غيبية ثم تقع بعد ذلك كما أخبر هنا صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول الله تعالى:

{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (البقرة:142) .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025 بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، الشيخ خالد القط

سرعة الاستجابة لأوامر الله ورسوله، فقد تجسدت الاستجابة لله ولرسوله، في أعظم وأسمى معانيها في حادثة تحويل القبلة، وذلك لأن عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لحكمه، والامتثال لأمره في جميع الأحوال، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفة الحكمة واقتناعه بها، لأنه يعلم علم اليقين، أنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء، إلا كان يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا، سواء علم الشخص منا   ذلك أو لم يعلمه.

والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين في أمر تحويل القبلة، أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوجه في صلاتهم ناحية المسجد الأقصى فتوجهوا وانقادوا، ولبثوا على ذلك، حتى جاء الأمر الإلهي بالتوجه إلى البيت الحرام، فما كان منهم إلا المسارعة والامتثال المطلق لأمر الله، بل إن بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم، تحولوا وتوجهوا إلى القبلة الجديدة، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في الانقياد والتسليم المطلق لأوامر الله تعالى، وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.

 وكأن حادث تحويل القبلة أشبه ما يكون باختبار تم عقده ليميز الله الخبيث من الطيب

 ولكن أصحاب الحبيب المصطفى الكرام ثبتوا جميعاً واجتازوا هذا الاختبار باقتدار وبنجاح فائق ومنقطع النظير

مع السمع والطاعة والتسليم والخضوع المطلق لله ورسوله

وما أروع قوله تعالى:

{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (البقرة 143).

 وعند الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال:

(بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء، إذ جاء رجل فقال: قد أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فتوجهوا إلى الكعبة).

كذلك من أهم الدروس والعبر التي نتعلمها من تحويل القبلة، أدب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ربه، فكم كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تتوق وتهفو نفسه، وتشتاق روحه أن يتوجه إلى بيت الله الحرام، وكأني بحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي، وهو ينظر إلى السماء، يقلب بصره الشريف، فلربما حياؤه الجم من ربه يمنع لسانه الشريف أن يسأله ذلك وهو يرى فضل الله ورحمته عليه تغمره من كل جانب، ولكنه الرضا بكل معانيه تجسد في نفس المصطفى صلى الله عليه وسلّم.

تابع / خطبة الجمعة اليوم  14 فبراير 2025 بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، الشيخ خالد القط

 ولكن ترى هل سيتخلى الله عمن رضى وسلّم لأمره؟

 ترى هل سيترك المولى عز وجل رسوله الكريم في هذه المعاناة طويلاً؟

هل يتخيل عقلك ولو لحظة أن الحبيب سيخذل حبيبه؟

هل تشك في أن بعد العسر يسرا، وبعد الشدة والضيق رخاء وفرجاً

ودعونا نسمع بإنصات وخشوع للقرآن الكريم وهو يصف لنا هذا المشهد المهيب، الذى يترجم الحب العميق من الخالق سبحانه وتعالى للمبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ((قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )) سورة البقرة (144).

هل تأملت معي قوله تعالى ((فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ)).

فلربما كان مقتضى السياق، قبلة أرضاها.

ولكنه سبحانه جل في علاه آثر رضاه عن رضا نفسه.

هل رأيت فى حياتك كلها حباً كهذا

قبلة ترضاها أنت يا حبيبي يا محمد.

تابع / خطبة الجمعة القادمة 14 فبراير 2025 بعنوان : تَحْوِيلُ القِبْلَةِ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ ، الشيخ خالد القط

الخطبة الثانية

 أيها المسلمون، إن من كبرى الجرائم في حق الإنسانية والوطن، أن يردد الإنسان كل ما يسمعه دون إدراك ووعى لخطورة نقل الكلام وترويج الشائعات، التي يكون في ترويجها إضرار لمصالح الوطن، فإن هؤلاء المرجفون في المدينة كما وصفهم القرآن الكريم الذين لا يريدون خيراً لوطننا ولا لأمتنا فتراهم يهرفون بما لا يعرفون هؤلاء أقول لهم كما ربنا: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) سورة النور (15). كما أذكر هؤلاء أيضا بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم:

((كفى بالمرءِ إثمًا أن يُحدِّثَ بكلِّ ما سمِع)).

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصرنا الغالية من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وأن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلغنا رمضان على خير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى