
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة، الموافق 28 من فبراير 2025م، الموافق 29 من شعبان 1446هـ، بعنوان: “يا باغي الخير أقبِل“.
وأكدت وزارة الأوقاف أن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بفضائل شهر رمضان ووجوب الإقبال على مواسم الخير؛ استعدادًا لاستقبال هذا الشهر الكريم بما يليق من طاعة وعبادة.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 28 فبراير 2025م ، بعنوان : يا باغي الخير أقبِل : كما يلي:
أولًا: أحسنوا استقبال الضيف الكريم ؟
ثانيــــًا: َيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ.
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ (2)
الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجَل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أيِّ الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام.
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
ثم أما بعد:
أخوة الإيمان والإسلام : نلتقي مع نفحة من نفحة ربنا ونداء الهي شرفت به الأمة المحمدية بعنوان ﴿ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ﴾
عناصرُ الخطبة :
أولًا: أحسنوا استقبال الضيف الكريم ؟
ثانيــــًا: َيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ.
أولاً: أحسنوا استقبال الضيف الكريم ؟
ها هو قد حل بنا الضيف، في أزهى ألوان الطيف، قولوا لي بربِّكم: كيف ستستقبلونه، وخبِّروني بماذا ستُكرمونه؟!
أخوة الإيمان والإسلام ما أحوَجَنا في سيرِنَا إلى ربِّنَا أنْ نقطعَ مراحلَ الطريقِ في سيرٍ متواصلٍ غيرِ منقطعٍ، مِن غيرِ كللٍ ولا مللٍ!، المهمُّ أنْ نلزمَ الطريقَ ونواصلَ السيرَ باغتنام كل فرصة تقربنا الي الله باغتنام كل لحظة تتضاعف فيها الحسنات وترفع فيها الدرجات وها قد وقفنا علي اعتاب الاستقبال لأيام معدودات تُضاعفُ فيها الحسناتُ، ويزدادُ العبدُ قربًا مِن ربِّ الأرضِ والسمواتِ فهل ستحسن الاستقبال ام هل ستهئ الروح لتلك الشحنة الإيمانية التي تؤهلك لتلقي أوامر الله
فاستقبل هذا الشهر المبارك بظن في الله خير ان يجعلك من المغتنمين وان يمن عليك بالتوفيق والقبول لتحقيق التقوي من صيامك فأنت وظنك بالله . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ( يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً)، هكذا يكونُ الجزاءُ بقدرِ تقربِ العبدِ مِن ربِّهِ بفعلِ الطاعاتِ، يُضاعفُ لهُ الجزاءُ ويزدادُ تقربًا مِن ربِّهِ.
وإنَّ مِمَّا ينبغِي في هذه الأيامِ والليالي المباركاتِ التزودَ مِن الصالحاتِ والطاعاتِ والقرباتِ بكلِّ أنواعِهَا وفي مقدمِتَها الفرائضُ والواجباتُ مع الإكثارِ مِن النوافلِ وسائرِ الحسناتِ والقرباتِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ) .
الأجواء كلها الان مهيئة للتزود من الأعمال الصالحة ولتبيض صحيفتك فعدوك عنك مصفد ومشغول وملائكة الله عون لك علي بلوغ المأمول فقد جعل الله بينك وبين الشياطين حجاب فلا يرون من انوار رمضان ما تري انت ولا يعاينون من الطاف الله ما تعاينه انت فانت للعبادة مهئ ووقتك خال من الشواغل المتمثلة في اغواء ابلين ووسوسته فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ)، أَيْ: يَا طَاْلِبَ الْعَمَلِ الْصَّاْلِحِ ، وَيَا مُرِيْدَ الأَجْرِ وَالْثَّوَاْبِ، يَكْفِي إِعْرَاضَاً وَكَسَلَاً وَبُعْدَاً، أَقْبِلْ عَلَى طَاْعَةِ اللهِ ، وَضَاْعِفْ جُهْدَكَ فِي عِبَادَتِهِ ، وَاطْلُبْ قُرْبَهُ وَرِضَاهُ وَمَغْفِرَتَهُ.
استقبلوا رمضان بقلوب سليمة من كل غل وحقد وحسد وشحناء فان رمضان يحتاج الي قلوب نقية مطهرة من كل حقد وضغينة
فكيف يصوم من امتلأ قلبه بالكره والأحقاد بل كيف يصوم من وقع في اعراض الناس واكل أموالهم بغير حق ام كيف يصوم عن الطعام والشراب وقلبه قد امتلاء بالسواد من خلق الله ؛ الا يحسن بك وان تتعرض لنفحات الله ان تفرغ القلب الان من كل شئ يغضب الله ؛ الا يحسن بك الان وانت تتعرض لنفحات ربك ان تنهي الخصام والمشاحانات مع من حولك من اهل وأقارب وجيران وأصدقاء فيَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ بصلحٍ مع الناسِ: ورد الحقوق لأهلها وأصحابها اقبل بصلحٌ مع الناسِ بفتحِ صفحةٍ بيضاءَ مع الوالدينِ والأقاربِ، والأرحامِ والزوجةِ والأولادِ بالبرِّ وصلةُ الأرحامِ التي قطعناهَا فلعل رمضان فرصة جديدة لأرحام قد قطعت ان توصل من جديد اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }، هلاعقدنا العزم الان ان ننهي الخصومات ونصلح ذات بيننا ؟ هل عقدتَ صلحًا مع الزوجةِ والأولادِ في المنزلِ لتصفيةِ الخلافاتِ بينكِ وبينَ زوجتِكِ وبينِكِ وبينَ أولادِكَ مِن أجلِ تهيئةِ بيوتٍ رمضانيةٍ إيمانيةٍ} وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا}، فاعقدْ اجتماعًا طارئًا لحلِّ النزاعِ مع كل المحيطين بك في البيت والعمل وفي كل مكان تختلط فيه بالناس كي يرفع الي الله عملك ويقبل الله صيامك وقيامك وينظر الله اليك نظرة الرحمة والمغفرة وتكتب من العتقاء
فيا ايها المستقبل لضيف الله في ارضه أكرِموا وِفادة رمضان، تفوزوا بالرضا وتُبشَّروا بالرضوان، واستغلُّوا أيامه ولياليَه بالعيش مع القرآن، كونوا فيه أهلَ جود وإيمان، وقدِّموا فيه يد البرِّ والإحسان، واستشعِروا فيه رحمات الرحمن، وأبشِروا بربٍّ راضٍ غير غضبان، وهنيئًا لكم دخول الجنان، والعتقُ من لهيب النيران.
ثانيــــًا: َيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ.
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ : بالتسليمِ لأوامرِ الشرعِ، فما اعظم الاستجابة لأمر الله ورسوله فصوموا كما امركم الله و كما فرض عليكم ربكم ففرضَ اللهُ عزّ وجلَّ على عبادِهِ المؤمنين صيامَ شهرٍ في العامِ، وهو شهرُ رمضانَ فقالَ تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة: 185]، فكلُّ هذا وغيرُهُ يُربِي عندَ المسلمِ الانقيادَ والتسليمَ لأمرِ اللهِ ورسولِهِ ﷺ، ولا يجعلهُ يتوقفُ عن امتثالِ الأوامرِ حتى تظهرَ لهُ الحكمةُ منهَا كما يفعلُ بعضُ المسلمينَ اليوم.
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ: أقبلْ على تقوىَ اللهِ عزَّ وجلَّ، حققوا الغاية المنشودة من الصيام الا وهي التقوي والتي هي أعظمُ الغاياتِ التي شُرِعَ مِن أجلِهَا الصيامُ، قالَ جلَّ وعلا: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ: أقبلْ على مراقبةِ اللهِ جلّ وعلا، واستشعروا المراقبة التي جعلتكم تجلسون امام الطعام لا يستطيع احدكم ان يمد يده الي الطعام الذي تتوق اليه النفس وتشتهيه العين حتي ينادي مناد الله الله اكبر ويظهرُ هذا المعنَى جلياً في عبادةِ الصومِ التي هي سرٌّ بينَ العبدِ وربِّهِ جلَّ وعلا، وتدبرْ هذا الحديثَ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:{ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ}.
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ: أقبلْ على الجودِ والكرمِ وسخاءِ النفسِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- ما، قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ: أقبلْ على ضبطِ النفسِ، فعن أبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-،قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:{ قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ }
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ: أقبلْ على الشعورِ بآلامِ ومشاكلِ الآخرينَ مِن المسلمين
قال ابنُ رجب: وسُئِلَ بعضُ السلفِ: لِمَ شُرِعَ الصيامُ؟ قال: ليذوقَ الغنيُّ طعمَ الجوعِ فلا ينسَى الجائعَ، وهذا مِن بعضِ حِكَمِ الصومِ وفوائدِهِ، وعن أبي موسَى الأشعرِي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا” وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ: بصلحٍ مع النفسِ: قُلْ لها يا نفسُ انتهَي عامٌ مِن عمرِكِ قرّبَكِ إلى القبرِ عامًا وباعدَكِ عن الدنيا عامًا فهل فكرتِ في هذا؟ يا نفسُ إنَّ العمرَ هو بضاعتِي إذا ضاعَ عُمرِي ضاعَ رأسُ مالِي ولا أربحُ أبدًا ..يا نفسُ اعملِي قبلَ أنْ لا تعملِي وحاسبِي قبلَ أنْ لا تحاسبِي.
صلح مع كل جارحة ستشهدُ عليكَ يومَ القيامةِ (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (25) } وقل لنفسك قبل فوات الأوان:
يا من أوردَ نفسَه مشارعَ البوَار، وأسامَها في مسارح الخَسار، وأقامَها في المعَاصي والأوزار، وجعلها على شَفا جُرفٍ هار، كم في كتابك من زَلل، كم في عملِك من خلَل، كم ضيّعتَ واجبًا وفرضًا، كم نقضتَ عهدًا محكمًا نقضًا، كم أتيتَ حرامًا صريحًا محضًا، فبادِر التّوبة ما دمتَ في زمن الإنظار، واستدرِك فائتًا قبل أن لا تُقال العِثار، وأقلِع عن الذنوب والأوزار، وأظهِر النّدم والاستغفار، فإنّ الله يبسُط يده بالنّهار ليتوبَ مسيء الليل، ويبسط يدَه باللّيل ليتوبَ مسيء النّهار.
يا أسيرَ المعاصي، يا سجينَ المخازي، هذا شهرٌ يُفَكّ فيه العاني، ويعتَق فيه الجاني، ويتجَاوَز عن العاصي، فبادِر الفرصَة، وحاذِر الفوتَة، ولا تكن ممّن أبى، وخرج رمضان ولم ينَل فيه الغفرانَ والمني، يا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة.. هذا موسم تفتح فيه الجنان وتغلق فيه أبواب النيران. أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم.